اليوم الدولي للمسنين يُحتفل به في 1 اكتوبر من كل عام، وهو مناسبة عالمية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام ١٩٩٠ ، حيث يهدف هذا اليوم الى زيادة الوعي حول التحديات التي تواجه كبار السن.
كما يدعو اليوم الدولي للمسنين الى دعم البرامج التي تحسن من حياة كبار السن وتعزز حقوقهم في المجتمع، مع تمكينهم اجتماعيا واقتصاديا، وعادة ما يكون موضوع الاحتفال بهذا اليوم متغيراً كل عام، حيث يركز على جوانب مختلفة مثل الصحة، الغذاء، الامان الاجتماعي.
في ظل تزايد نسبة كبار السن في العالم بسبب ارتفاع متوسط العمر، أصبح من الضروري وضع السياسات التي تلبي احتياجات هذه الفئة وتحترم حقوقها. تشير التقديرات إلى أن نسبة كبار السن ستتضاعف بحلول عام 2050، ما يزيد من أهمية تعزيز برامج الرعاية الصحية والاجتماعية التي تحمي حقوقهم وتضمن لهم حياة كريمة.
التحديات التي يواجهها كبار السن:
1. الرعاية الصحية: تتطلب الشيخوخة اهتمامًا أكبر بالجوانب الصحية، إلا أن الوصول إلى الخدمات الطبية المناسبة لا يزال يمثل تحديًا في العديد من البلدان.
2. الفقر: يعيش العديد من كبار السن في ظروف اقتصادية صعبة بسبب تقاعدهم وضعف الدخل. وقد يكون هذا الفقر ناتجًا عن انعدام برامج الأمان الاجتماعي أو قلة التغطية التقاعدية.
3. العزلة الاجتماعية: يعاني بعض كبار السن من الشعور بالوحدة والعزلة بسبب ابتعاد أفراد الأسرة أو الوفاة. يؤدي هذا إلى تأثيرات سلبية على صحتهم النفسية والعاطفية.
4. التمييز: يعاني كبار السن في بعض الأحيان من التمييز أو تجاهل حقوقهم في المجتمع، مما يؤدي إلى عدم تقدير دورهم ويقلل من فرصهم في الحصول على الرعاية أو العمل.
دور المجتمع والحكومات
يتطلب تحسين أوضاع كبار السن تضافر جهود المجتمع والحكومات معًا. يجب أن يتم تشجيع تطوير سياسات اجتماعية واقتصادية تضمن حقوق كبار السن وتعزز من فرصهم في الحصول على حياة كريمة. هذا يشمل تقديم خدمات رعاية صحية مجانية أو بأسعار معقولة، وبرامج دعم اجتماعي واقتصادي تضمن دخلًا مستدامًا بعد التقاعد.
الإسلام وكبار السن:
الإسلام هذا الدين الشامل كما اهتم بالإنسان في طفولته وصغره، ووجه للاعتناء به فكذلك فعل معه حال شيخوخته وكبره، فدعى المجتمع إلى الالتفات إليه والاعتناء به، والقيام بشأنه، وإلى إكرامه والإحسان إليه.
فكبار السن هم بركة المجتمعات، وأهل الخيرات، وأصحاب الخبرات، وذوو الرأي والمشورات، جعل الله الخير معهم، والبركة عندهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الخير في كباركم).
حتى ان الخير يعود على صاحبه كما قال عليه الصلاة والسلام : (ما أكرم شابٌّ شيخًا لسِنِّه إلا قيَّض الله له مَن يُكرمه عند سِنِّه)،
إنَّ احترامِ الكبير والأكابر ليس مجرَّدَ تقاليد جميلة، أو أعراف أو عادات يتعودها الإنسان في مجتمعه؛ وإنما هي سلوكيات راقية نُؤَدِّيها عن طِيبِ خاطرٍ، ورضا نفسٍ، التماسا للأجْرٍ، وابتغاء للثواب، وطلبا لرضا الله تعالى.. وهي من مفاخر هذا الدين العظيم، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين.
يعد اليوم الدولي للمسنين فرصة لتقدير كبار السن والاعتراف بدورهم المحوري في المجتمعات، من المهم أن نستمر في تعزيز السياسات والبرامج التي تضمن حقوقهم وتوفر لهم حياة كريمة، كما يجب أن نتذكر أن كبار السن ليسوا فقط جزءًا من الماضي، بل هم أيضًا جزء أساسي من حاضرنا ومستقبلنا، ويجب أن يُعاملوا بما يليق بمساهماتهم وقيمتهم.
إقرأ ايضاً: اليوم العالمي للمرأة