في كل عام، يُحيي العالم اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو، لتسليط الضوء على معاناة ملايين الأشخاص الذين أُجبروا على ترك ديارهم هرباً من الحروب، الاضطهاد، أو الكوارث، هذا اليوم لا يقتصر على التذكير بالمأساة، بل يحمل أيضاً رسالة أمل، وتأكيداً على حق اللاجئين في العيش بكرامة، وأهمية التضامن الدولي معهم.
اللاجئ.. إنسان فقد وطنه ولم يفقد حقه
بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تجاوز عدد اللاجئين والنازحين قسرياً في العالم عام 2024 أكثر من 117 مليون شخص، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم الأزمات المتفاقمة في عدة مناطق حول العالم، هؤلاء الأشخاص لم يختاروا الرحيل، بل اختارتهم المأساة.
حرب غزة: مأساة إنسانية تتجدد
في سياق اليوم العالمي للاجئين، لا يمكن تجاهل ما يجري في غزة، حيث أدت الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 إلى نزوح مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية داخل القطاع، في ظل دمار واسع للبنية التحتية، وانعدام الأمن الغذائي، وتراجع الخدمات الصحية والإنسانية إلى أدنى مستوياتها.
لقد أصبحت غزة مثالًا صارخًا على ما يعنيه أن تكون لاجئًا داخل وطنك، معظم سكان القطاع هم أساساً لاجئون منذ نكبة 1948، وها هم اليوم يُجبرون مجددًا على النزوح داخل مناطق لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة.
الحق في الحماية والعودة
اليوم العالمي للاجئين هو أيضاً مناسبة لتجديد الدعوة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وحق اللاجئين في الحماية، الدعم، والتعليم، والرعاية الصحية، وكذلك حقهم في العودة إلى ديارهم أو إيجاد حلول مستدامة لوضعهم.
دور المجتمع الدولي والمجتمع المدني
في ظل اتساع رقعة النزوح واللجوء، يبرز دور المجتمع الدولي بوصفه شريكًا أساسيًا في الاستجابة للأزمات الإنسانية، لا يكفي تقديم المساعدات الطارئة، بل يجب العمل على حلول جذرية تضمن الكرامة والأمان للاجئين، بدءًا من فتح ممرات إنسانية آمنة، وصولًا إلى دعم الدول المستضيفة التي تتحمل أعباءً هائلة، خاصة في العالم النامي، كما أن المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني تلعب دورًا لا يُستهان به، من خلال تقديم الخدمات الطبية والتعليمية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، وهو ما يظهر جليًا في حالات الطوارئ مثل ما يحدث في غزة، حيث أصبحت المبادرات المحلية والدولية شريان حياة لآلاف العائلات المحاصرة.
مؤسسة الركيزة حاضرة في الأزمات وتقدم الكثير
من بين المؤسسات الإنسانية التي أثبتت حضورها القوي في الأزمات المتلاحقة، تبرز مؤسسة الركيزة كمثال حي على العمل الإنساني الفاعل، فقد كانت الركيزة حاضرة في عدة مناطق منكوبة، وساهمت في تقديم المساعدات الغذائية، والدعم الطبي، والإيواء المؤقت لآلاف الأسر المتضررة،داخل العراق وخارجه، وفي سياق الحرب الأخيرة على غزة، لعبت المؤسسة دورًا بارزًا في إيصال المساعدات الطارئة إلى المناطق المنكوبة، رغم التحديات الأمنية واللوجستية الكبيرة، إن التزام مؤسسة الركيزة بالمبادئ الإنسانية وسعيها للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا، يجعلها واحدة من الجهات الموثوقة التي تمثل روح التضامن في زمن الأزمات.
رسالة اليوم الإنسانية فوق كل اعتبار
إن هذا اليوم ليس فقط لتقديم الإحصاءات، بل للتأكيد على أن كل لاجئ يحمل قصة، وألماً، وحلماً، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في دعم اللاجئين، والسعي الجاد لإيجاد حلول سياسية تنهي الصراعات وتحفظ الكرامة الإنسانية.