اليوم العالمي للعمل الإنساني يحتفل العالم في التاسع عشر من آب/ أغسطس من كل عام، تقديراً للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يواجهون المخاطر والصعوبات، ولتكريم من فقدوا أرواحهم أو تعرضوا للإصابة أثناء تأدية مهامهم الإنسانية.
يُعدّ العمل الإنساني بمثابة استجابة أخلاقية وإنسانية لأشكال المعاناة الناجمة عن النزاع المسلَّح والعنف وكذلك الكوارث الطبيعية، ويعتمد المجتمع الدولي على العديد من المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، لتنسيق جهود الإغاثة الإنسانية في حالات الطوارئ الناجمة عن الكوارث الطبيعية، والأزمات التي تنشأ من صُنع الإنسان، ولاسيما في المناطق التي تصعُب إغاثتها من قِبل الحكومات الوطنية وحدها.
اليوم العالمي للعمل الإنساني يُعرف في مصطلحنا المعاصر بالعمل الإنساني أو العمل الخيري أو التطوعي، وهو من الركائز المهمة في استقرار المجتمعات البشرية، ودفع عجلة التطور والتنمية فيها، ويَهدف أساسا إلى تقديم العون والمساعدة والإغاثة للأفراد الذين يواجهون خطرا يهدد حياتهم، مثل: القتل والجوع والمرض والنزوح واللجوء، إلى آخره من الأخطار التي تؤثر على حياتهم، وتهدر حقوقهم، وتُضعف آمالهم في عيش سويّ بكرامة وهناء وراحة بال، واللافت للنظر أن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني يأتي هذا العام في ظل مشهد عالمي بالغ التعقيد حيث زادت حدة الصراعات الدولية وتشابكها، وزادت حدة الحروب على العديد من الدول مما جعلها تعاني من نقص كبير في كافة امور الحياة، واصحاب العمل الانساني وما يتعرضون له في ظل الاوضاع الصعبة والحرجة التي يعشونها في بلدانهم.
اليوم العالمي للعمل الإنساني في الإسلام
حث الاسلام على العمل الإنساني للبشرية جمعاء، دون أن يقتصر عمل الخير عند المسلم على الأخوة في الإسلام، ليتعداه إلى الأخوة الإنسانية، والعمل الخيري أو الإنساني هو العمل الذي لا يعتمد على تحقيقِ أي مردودٍ مادي أو أرباح، بل يعتمد على تقديم مجموعةٍ من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها، إن مفهوم العمل الخيري والإنساني يتعدى دائرة الإسلام إلى دائرة الإنسانية، ويتعدى دائرة الإنسانية ليشمل دائرة الحيوان والجماد والنبات، لأن فلسفة الإسلام في هذا المجال قائمة على الكون الخيري.
إن العمل الإنساني من المسلمين يجعلهم في شراكة في الخير مع غيرهم، فإن حل ببلاد المسلمين بعض المصائب سيسارع بعض غير المسلمين إلى الوقوف مع المسلمين في مصابهم، وكذلك المسلمون يقفون مع غيرهم في مصائبهم و حوائجهم، وهذا من معاني التعاون على البر والتقوى الذي جاء بها القرآن، كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، فالله تعالى الذي خلق الكون لبني آدم أباح لنا أن نتعاون فيما بيننا على العيش الرغيد، والحياة الهانئة، كي نحقق مقاصدنا في هذه الحياة بالوصف القرآني لها: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }.
لذا استُحق العمل الإنساني أن يوصَف بأنه عطاء وكرم، إحسان وبذل، إخاء وتراحم، محبة ووفاء، جهد وتضحية، ومن ثَمّ رجاء للأجر والثواب من الكريم الوهاب.
إقرأ ايضا مساندة المجتمعات للحد من الكوارث