تزايد حالات الطلاق يومياً حيث اشارت تقارير عراقية إلى أن أرقام الطلاق في البلاد وصلت إلى أكثر من 70 ألف حالة طلاق سنويا، بمعدل يقترب من 200 حالة يومياً في العراق، وأظهرت السنوات الماضية نسباً مقاربة لهذه الأرقام المرتفعة، مما يؤشر إلى أن مشكلة الطلاق باتت ظاهرة في المجتمع العراقي تدق ناقوس الخطر صوب أخطار كبيرة لاسيما في ظل المشكلات التي تنتج من الطلاق.
أسباب انتشار الطلاق:
- قلة الثقافة الزوجية وعدم التفاهم بين الزوجين
- العنف الاسري والتدخلات من قبل الاهل والاصدقاء
- الظروف الاقتصادية الصعبة
- ضعف الوازع الديني
- الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي
- الزواج المبكر وعدم تحمل المسؤولية
أن تغير الطبائع الثقافية والمجتمعية وإقحام الثقافات الغريبة والغربية كان لها دور كبير، حيث إن وسائل الإعلام من خلال ما تبثه من مسلسلات مدبلجة وأفلام وغيرها، باتت تدس السم بالعسل من خلال الأفكار الهدّامة والترويج للشذوذ، الذي يهدم القيم المجتمعية للإنسان العراقي، إن مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها السيئ يبرز بصورة كبيرة في مشكلة الطلاق من خلال تحول عادات العراقيين، حيث إن انتشار عيادات التجميل النسائية، أدت إلى أن يقارن الرجل زوجته مع أخريات في المجتمع وبالتالي تزداد حالات الطلاق، وايضا كثرة طلبات الزوجة بسبب ما ترى في مواقع التواصل من حياة المشاهير (اليوتيوبر) وما فيها من ترف وخداع وحياة مصنعة امام الكاميرا ومفاجآت مستمرة ادت لعدم قدرة الزوج على الايفاء بمتطلبات الزوجة مما جعلها تطلب الطلاق، كثرة المقارنة بالغير ما بين الصديقات والاقارب والتباهي وهي نتيجة لعدم معرفة امور الدين.
غابت الحقوق فيما بيننا لتعصب كل منا لفكرته ورغباته ومطالبه، فالحياة الزوجية لم يكن الهدف منها هو من الذي سيفوز بالجزء الأكبر، فهي قائمة على السكينة والرحمة والاحتواء والود من كلا الطرفين، فقوامة الحياة الزوجية هو البناء والتشييد، لا الهدم والانفصال، وخصوصاً في ظل الاوضاع الصعبة التي نعيشها.
كيف نحد من تزايد حالات الطلاق يومياً
١-تعريف ما هو الزواج، الزواج عهد وثيق ربط الله به بين رجل وامرأة، أصبح كل منهما يسمى بعده (زوجا) بعد أن كان (فردا) هو في العدد فرد، وفي ميزان الحقيقة (زوج) لأنه يمثل الآخر، ويحمل في حناياه آلامه وآماله معا.
٢-نطالب الجهات المعنية من الحكومة بإطلاق فعاليات دينية ومجتمعية وتعليمية، والاعلام باطلاق حملة وطنية توعوية للحد من ارتفاع حالات الطلاق،
٣-على الحكومة توفير دور واطئة الكلفة او اراضي سكنية مدعومة بقروض بدون فوائد للمتزوجين حديثا للحد من مشاكل السكن، وتوفير فرص عمل والحد من البطالة.
٤-أجاز الإسلام اللجوء إلى هذه الوسيلة على كره، ولم يندب إليها ولا استحبها، بل قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “أبغض الحلال إلى الله الطلاق”
٥-لا نلجأ له عند ابسط مشكلة، نستشير ممن يفهم بالامور الأسرية والعلاقات الزوجية.
لهذا كان على كل من الزوجين حقوق لصاحبه لا بد أن يرعاها، ولا يجوز له أن يفرط فيها، وهي حقوق متكافئة إلا فيما خصت الفطرة به الرجال، كما قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) وهي درجة القوامة والمسؤولية.
هذا وقد وضعت الشريعة الإسلامية قيودا عديدة في سبيل الطلاق حتى ينحصر في أضيق نطاق مستطاع، فالطلاق بغير ضرورة تقتضيه، طلاق محرم محظور في الإسلام لأنه -كما قال بعض الفقهاء- ضرر بنفسه وبزوجته، ولقول النبي ﷺ: “لا ضرر ولا ضرار“،
-شرع الله -تعالى- الطّلاق كوسيلةٍ لعلاج المشاكل الزّوجية حين لا تنفع الحلول الأخرى..