يحتفل العالم كل عام في الـ 20 من نوفمبر في اليوم العالمي للطفل الذي يُحتفى فيه بحقوق الاطفال حول العالم، يظل أطفال غزة مثالاً صارخاً على الانتهاكات المستمرة لحقوقهم، حيث يعيش هؤلاء الاطفال في ظروفٍ إنسانيةٍ قاسية نتيجة الحصار المستمر عليهم منذ أكثر من سنة، وافتقار الى ابسط الاحتياجات الاساسية مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية.
ماهي حقوق الطفل؟
حقوق الطفل هي مجموعة الحقوق الاساسية التي تهدف الى ضمان حياةٍ كريمة وآمنة للأطفال وتوفير جميع السبل الممكنة لتطويرهم جسدياً ونفسياً واجتماعياً، اقرتها اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الامم المتحدة عام 1989، وهي تشمل الحقوق التالية:
- حقوق البقاء: حقهم في الحياة والحصول على مستوى معيشي مناسب والحصول على غذاء كافي وماء نظيف.
- حقوق النمو والتطوير: الحق في التعليم واللعب والترفيه، والحق في تطوير شخصيتهم ومهاراتهم الى اقصى حد ممكن.
- حقوق الحماية: حقهم في الحماية من جميع اشكال العنف والاساءة والاستغلال والعمل القسري والزواج المبكر.
- حقوق المشاركة: حقهم في التعبير عن ارائهم بحرية في القضايا التي تخصهم، والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
أطفال غزة وحرمانهم من الحقوق الأساسية
وأهمها:
١- حقهم بالتعليم: تُعدّ فلسطين واحدة من الدول ذات أدنى معدلات الأمية عربيا وعالمياً، اما الان فقد تدمرت اكثر من مائة مدرسة، وتوقف التعليم للسنة الثانية بسبب الحرب.
٢- الرعاية الصحية : يعاني النظام الصحي في غزة من شلل كبير، مما يجعل الأطفال الأكثر تضررًا من نقص الدواء والرعاية اللازمة.
٣- الأمان: يعيش الاطفال تحت تهديد دائم من التصعيدات العسكرية، مما يؤثر على صحتهم النفسية بشكل عميق.
٤- حقهم في الحصول على لقمة العيش: اذ يقف الاطفال ساعات طويلة تحت وطأة أشعة الشمس للحصول على وجبة واحدة.
إحصائيات
في قطاع غزة، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 17 ألف طفل، وهو رقم يتجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا في جميع النزاعات حول العالم خلال السنوات الأربع الماضية، كما بلغ عدد الجرحى الإجمالي أكثر من 72 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، واكثر من 25 ألف طفل يتيم، هذه الإحصائيات تعكس الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع، حيث يعاني الأطفال من استهداف مباشر، بالإضافة إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار البنية التحتية للرعاية الصحية.
حقوق الطفل حقيقة أم خدعة؟
هي معترف بها دوليًا من خلال اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة ومع ذلك، تقييم هذه الحقوق على أرض الواقع يكشف أنها ليست دائمًا حقيقة ملموسة، بل يمكن أن تتحول إلى “خدعة” عندما تُنتهك بشكل منهجي أو تتعارض مع الواقع السياسي والاقتصادي في بعض المناطق وخصوصاً عند:
١-الانتهاكات المستمرة: في مناطق النزاع مثل غزة وسوريا واليمن والسودان، تُنتهك حقوق الطفل بشكل صارخ، حيث يتعرض الأطفال للقتل.
٢-غياب العدالة: الدول الكبرى التي تدعو إلى حقوق الطفل أحيانًا بل غالباً تتجاهل الانتهاكات عندما تكون مرتبطة بمصالح سياسية.
٣-الفجوة بين التشريعات والتطبيق: رغم وجود قوانين دولية، يظل تنفيذها ضعيفًا في كثير من الدول النامية.
حقوق الطفل هي حقيقة مُثلى عندما تُطبق بجدية، لكنها قد تبدو خدعة عندما تتعارض مع مصالح سياسية أو اقتصادية، لذا، الأمر يعتمد على مدى التزام المجتمع الدولي والدول الفردية بحماية هذه الحقوق وتنفيذها بشكل عادل ومنصف.
اذاً في اليوم الذي يُفترض أن نحتفل فيه بطفولتهم وحقوقهم، يظل أطفال غزة بحاجة ماسة إلى تحرك دولي لإنهاء معاناتهم وضمان حقوقهم التي حُرموا منها، حيث يعاني كثير منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة ما شهدوه من عنف ودمار وفقدان للأم والأب والأخ والأخت، او العائلة بأكملها.
إقرأ ايضاً: التعداد السكاني وأثره بمحاربة الفقر