نظام STEM التعليمي في العراق.. ودور المنظمات المجتمعية
خاص – الركيزة
يتألف نظام التعليم العراقي التقليدي من المستويات الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم بعد ذلك مرحلة التعليم العالي. وتحدد وزارة التربية العراقية المنهج، والذي يتضمن عادة مواد مثل اللغة العربية والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية والتاريخ والدراسات الدينية والتربية البدنية، قد يتضمن المنهج أيضًا مواضيع خاصة بالمنطقة والثقافة وتاريخ العراق.
ما هو نظام STEM التعليمي؟
الكلمة عبارة عن اختصار للأحرف الإنكليزية الأولى للكلمات (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات). وهو نهج متعدد التخصصات للتعليم يجمع بين هذه المجالات الأربعة في نموذج تعليمي متكامل. يهدف إلى دمج التطبيقات العملية في الحياة اليومية والتفكير النقدي ومهارات حل المشكلات والإبداع.
- العلوم: هذا يشمل دراسة العالم الطبيعي وعملياته وظواهره. كذلك إجراء التجارب وإجراء الملاحظات وفهم المبادئ الأساسية التي تحكم الكون.
- التكنولوجيا: وتشير إلى تطبيق المعرفة العلمية لإنشاء أدوات وأنظمة وحلول تعزز من حياة الإنسان. وتشمل كل شيء من الكمبيوترات والهواتف الذكية إلى معدات الرعاية الطبية المتقدمة وتقنيات الطاقة المتجددة.
- الهندسة: تنطوي الهندسة على تصميم وبناء وتحسين الأنظمة والهياكل والعمليات لحل المشكلات العملية. يستخدم المهندسون المبادئ العلمية لإنشاء حلول تتناول احتياجات المجتمع.
- الرياضيات: هي لغة العلم، وتوفر الأساس لفهم الأنماط والعلاقات والجوانب الكمية للعالم. إنها أساسية لتحليل البيانات وصنع التنبؤات وحل المشكلات المعقدة.
يشجع نظام STEM الطلاب على تطوير فهم شامل لكيفية تداخل هذه التخصصات وتكميل بعضها البعض. ويؤكد على التعلم العملي والمشاريع التعاونية والتطبيق العملي للمعرفة. من خلال تنمية مهارات مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي والابتكار، يهدف التعليم STEM إلى تجهيز الطلاب لمجموعة واسعة من مجالات العمل وتزويدهم بالقدرات اللازمة للتعامل مع التحديات في العالم الحقيقي.
ومن أبرز مميزاته هو أنه غير خاضع للقيود عمرية؛ فهو يمتد من التعليم في الطفولة المبكرة إلى التعليم العالي وما وراءه. فهو يزود الطلاب بالمهارات والعقلية اللازمة للتفوق في المجالات التي تدفع للابتكار والتقدم والإبداع.
الواقع التعليمي في العراق:
يعد هذا النظام من المجالات التي تستهدفها العديد من الدول حول العالم. إذ يحظى البرنامج بدعم تشجيع من منظمات أممية وإقليمية عديدة، جعلته واحدا من المبادئ التوجيهية للتعلم في القرن الواحد والعشرين. يدرك العراق أهمية تهيئة الطلاب لمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للمساهمة في التنمية الوطنية والابتكار.
ومع ذلك، هناك تحديات فيما يتعلق بالموارد والبنية التحتية وجودة التعليم بسبب عوامل مثل الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي. تم بذل جهود لتحسين التعليم STEM في العراق، بما في ذلك برامج تدريب المعلمين وتحديث المنهج ومبادرات لتعزيز الاهتمام بهذه المواضيع بين الطلاب.
لقد عملت الجامعات والمؤسسات في العراق على مشاريع بحث وتطوير في مجالات STEM المختلفة، ولكن هذه الجهود كانت تواجه العديد من العقبات بسبب عوامل مثل التمويل المحدود وإمكانية الوصول إلى الموارد اللازمة.
التحديات:
واجه العراق تحديات متعددة في نظامه التعليمي، بما في ذلك في هذا المجال (نظام STEM)، ولعل من أبرز هذه التحديات ما يلي:
- البنية التحتية والموارد: قد يفتقر العديد من المدارس إلى الموارد والمختبرات والمعدات التعليمية الحديثة، خاصة تلك الموجودة في المناطق الريفية أو المتضررة من الصراع.
- تدريب المعلمين: من الضروري ضمان تدريب المعلمين بشكل جيد وتحديثهم بأحدث التطورات في مجالات STEM. ومع ذلك، قد لا تكون برامج تدريب المعلمين دائمًا سهلة الوصول إليها أو شاملة.
- الأمان والاستقرار: المخاوف الأمنية المستمرة وعدم الاستقرار السياسي يمكن أن يؤثران على البيئة التعليمية العامة، بما في ذلك التعليم في مجال STEM.
- التحديات الاقتصادية: يمكن أن تؤثر العوامل الاقتصادية على توافر التمويل للبرامج التعليمية والموارد.
دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز نظام STEM
في بلدان مثل العراق، تحاول النهوض من واقع مليء بالتحديات، لا يمكن تجاوز دور المجتمع المدني في تشكيل وتحسين التعليم، بما في ذلك دور هذه المنظمات في دعم نظام STEM التعليمي، وذلك من خلال عدد من المجالات، يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:
- الدعوة والتوعية: تعمل منظمات المجتمع المدني كجهات مروجة وداعية لأنظمة التعليم الحديثة، حيث يتم توعية الجمهور بأهمية ذلك في مستقبل أبنائهم وفي التنمية الوطنية. وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية مواضيع STEM والدعوة إلى تحسين الموارد والبنية التحتية، إذ تساعد هذه المنظمات الحكومات والمؤسسات التعليمية على تحديد أولوياتها وتخصيص الموارد لضمان تقديم تعليم STEM بالجودة المطلوبة.
- التكامل مع المناهج المدرسية: بعيدًا عن حدود الفصول الدراسية التقليدية، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا حاسمًا في تعزيز منهج STEM. كأن تنظم ورش عمل وأنشطة عملية وبرامج تعليمية تكمل التعليم في الفصول الدراسية. توفر هذه المبادرات للطلاب عرضًا عمليًا وتطبيقات واقعية وحياتية لمفاهيم STEM، مما يعزز ويعمق الفهم لهذه المواد.
- تدريب وتطوير المعلمين: في عالم STEM المتجدد باستمرار، من المهم أن يبقى المعلمون على اطلاع بأحدث منهجيات التدريس والتقدم التكنولوجي. فتقوم المنظمات بتقديم برامج تدريب المعلمين والتطوير المهني. من خلال تزويد المعلمين بالمهارات والمعرفة اللازمة، تعزز هذه البرامج من جودة التعليم وتلهم المعلمين لأساليب تدريس مبتكرة.
- تعزيز التفاعل: يمكن أن تلعب هذه المنظمات دورا فاعلا في نشاط الطلاب من خلال تنظيم فعاليات تشجيعية. وذلك من خلال تنظيم المعارض العلمية ومسابقات الروبوت وورش البرمجة، مما يوفر بيئات تعلم تفاعلية وممتعة. هذه الفعاليات تعزز الاهتمام بمواضيع STEM وتنمي قدرات حل المشكلات والتفكير النقدي لدى الطلاب.
- شراكات من أجل التقدم: التعاون بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية يخلق تآزرًا يعزز من جودة التعليم في مجال STEM. من خلال توفير الموارد والتكنولوجيا والخبرة، تسهم هذه الشراكات في سد الفجوات ورفع معايير التعليم، مما يؤثر إيجابيًا على تجارب التعلم للطلاب.
- التأثير في السياسات التعليمية: مشاركة المجتمع المدني مع صانعي السياسات والسلطات التعليمية يضمن أن يظل نظام STEM التعليمي أحد أولويات الجدول الوطني. من خلال الدعوة لإصلاحات في نظام التعليم العام، من أجل تقديم تعليم عالي الجودة.
خاتمة
بينما يسعى العراق لاستيعاب التقدم والابتكار، لا يمكن تجاوز دور منظمات المجتمع المدني في تشكيل مسار التعليم في مجال STEM. من خلال الدعوة، والبرامج الإضافية، وتدريب المعلمين، تعمل هذه المنظمات على إحداث تغيير إيجابي. وتعاونها مع المؤسسات التعليمية وصانعي السياسات يحمل إمكانية دفع عجلة التعليم في مجال STEM في العراق، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا ومعرفة.