ماهي الصدقة الجارية؟
هي ما يجري ثوابها وأجرها على المتصدق ويلحقه بعد موته، وكذلك الصدقة الجارية هي أن يضع الشخص المال في شيء دائم وثمرته متجددة، مما يجعل الاجر مستمراً لصاحبها وهي التي تبقى مدة طويلة، وهي كل عمل يبقى نافعًا للبشرية حتى بعد موت صاحبه.
عندما نرحل الى الدار الاخرة يجب علينا ان نستعد قبل الرحيل بإمور تعيننا على تجاوز المرحلة هناك لنحضى بما اعده الله للمؤمنين بمشيئة الله،
والفطن من استعد واعدَ قبل انتقاله بعمل يكون صدقة جارية له بعد مماته لتستمر له الحسنات ولا تتوقف، فالانسان حينما يموت ينقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له، اذن الصدقة الجارية هي كنز حقيقي لمن ادرك نفسه..
فنجد اغلبنا يحرص على عمل الصدقة الجارية لعزيز فقده، يسعى ان يقدم ما بوسعه لتنفعه في اخرته وما اجمل الصدقة عندما تنفع صاحبها في حياته وبعد مماته، فالحكمة من سن الصدقة الجارية هو أن تعم لتصل لأكبر عدد من مستحقيها، كما أنها تستمر في الزمان ولا تنقطع فوائدها.
فالصدقة عن الميت والدعاء له من الأمور التي يصل إليه ثوابها بلا خلاف, فينبغي لمن يستطيع أن يقدم صدقة جارية له ولوالديه أن يفعل.
أنواع الصدقة الجارية؟
أنواع الصدقة كثيرة وورد منها في أحاديث نبوية فمنها غرس الشجر وحفر بئر مياه وبناء مساجد او مدرسة او مستشفى وأماكن تعليم القرآن والعلوم الدينية أو العلوم العلمية أو طباعة كتاب الله وتوزيعه، ولكن أفضل الصدقات هي صدقة سقيا الماء فهي الصدقة الأكبر التي حدثنا عنها رسول الله فقد قال ( أفضل الصدقة سقيا الماء).
بينما في المركز الثاني في أفضل أنواع الصدقات هي بناء المساجد فقد حدثنا الرسول عن هذا قائلاً ( من بنى مسجدا بنى الله له بيتاً في الجنة)، أما حفر الآبار فهي شئ عظيم في الصدقات فعن جابر رضى الله عنه قال رسول الله (من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن أو أنس ولا طائر الا أجره الله يوم القيامة )، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكفالة الايتام كلها صدقة.
فضل الصدقة الجارية:
للصدقة فضل واجر كبير كما قال عليه الصلاة والسلام افضل الصدقة او خير الصدقة عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول،، وقال عليه الصلاة والسلام كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس،،،
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : الا ادلك على ابواب الخير قلت بلى يارسول الله، قال: الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار..
وايضا هناك انواع اخرى للصدقة مثل: الكلمة الطيبة صدقة و اماطة الاذى عن الطريق صدقة ومساعدة الانسان لأخيه الإنسان من نصيحة وتفريج هم صدقة.
أن رجلاً قال: “يا رسول الله إن أمي أفلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم، فتصدق عن أمك”.
فوائد الصدقة الجارية:
الصدقة ليست عمل مادي فحسب، بل هي وسيلة لنمو الروح وتطهير القلب وتحقيق الرضا النفسي ولها فوائد تعود على صاحبها في حياته وبعد مماته أما فوائدها في الدينا:
- تحقيق البركة والرزق
- تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الاخرين والمجتمع بشكل عام
- تطهير النفس وتشجيعها على الايثار والتفاني في خدمة الاخرين
- ادخال السعادة على قلوب المحتاجين
- تقوية الروابط الاجتماعية مع افراد مجتمعه ويعزز من التضامن الاجتماعي
أما فوائد الصدقة في الاخرة:
- تكون ظلاً لصاحبها في شدة الحر
- تثقل الميزان
- خفة الحساب
- اجتياز الصراط
- زيادة الدرجات في الجنة
هل الصدقة الجارية واجب شرعي؟
إن الصدقة وإن لم تكن واجبة شرعاً إلا أنها من أبرز الواجبات الإنسانية التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم إعانة للمحتاجين، تفريجاً لكرب المكروبين، والمساهمة في توفير سبل العيش الكريم للفقراء والضعفاء، ونشر دور العلم الذي يخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، فجديرٌ بنا العمل بمقتضى الآيات والاحاديث، وذلك بالجود والكرم والإحسان، والإنفاق على المسكين والفقير، وقضاء دين المدين، والتفريج عن المعسرين المكروبين، كل هذا مما يُحبه الله جلَّ وعلا.
أهمية الصدقة الجارية في حياة المسلم
الصدقة الجارية ليست فقط للميت، بل هي وسيلة لتأمين أجر مستمر للإنسان حتى بعد وفاته، المسلم الذي يسعى لترك أثر طيب في الحياة عليه أن يفكر في الأعمال التي تبقى بعده وتنفع الآخرين وبالتالي تكسبه الأجر والثواب، وهي من أسمى الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم لنفسه أو لغيره، فهي ضمان لاستمرار الحسنات والتقرب إلى الله.
قال الله تعالى: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”،
يقول رسولنا محمد ﷺ: ما من عبدٍ يتصدق بعدل تمرةٍ من كسبٍ طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا تقبَّلها الله بيمينه، فيُربيها لصاحبها كما يُربي أحدكم فلوه -أو فصيله- حتى تكون مثل الجبل، تمرة يُربيها الربُّ: يُنميها له، ويُضاعفها له حتى تكون مثل الجبل، وتقدم قوله ﷺ: اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرةٍ، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيبةٍ.. وقال ﷺ ايضاً : ما نقص مالٌ من صدقةٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه..
أعمال مؤسسة الركيزة في الصدقات الجارية
إن مؤسسة الركيزة لها مشاريع عديدة في هذا المجال من حفر للآبار في المناطق النائية وتوفير محطة سقيا الماء الصالح للشرب في الاماكن التي يعاني منها الناس من شحة وقلة للمياه، وكفالة شاملة للايتام، وكفالة طلاب علم،
هدفنا من خلال تسهيل عمليات التبرع هو ضمان وصول طلبات الإغاثة والدعم إلى جميع الحالات الإنسانية، لمساعدتهم في الحصول على حياة كريمة ولتشجيع المتبرعين على المشاركة في تحسين الحياة للمجتمع، حيث تعمل مؤسستنا مؤسسة الركيزة وفق أعلى معايير العمل الإنساني.
نسعى جاهدين لكسب ثقة المستفيدين حيث يهمنا تحقيق تأثير إيجابي يعزز التعاون المجتمعي ويسهم في تحسين الظروف المعيشية للجميع.
تسعى الركيزة بمشاريعها التنموية والإغاثية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين من كافة شرائح المجتمع وبالاخص الفئات الهشة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
يمكنكم المساهمة معنا من خلال التبرع في احدى هذه المشاريع الخيرية، ونسأل الله لنا ولكم الاجر. ساهم معنا