تلعب وسائل الاعلام دور هام بتنمية الشباب حيث تهدف إلى تعزيز نمو وتطور الشباب وتمكينهم من أدوار إيجابية وفعّالة في المجتمع، حيث تعتبر تنمية الشباب أمرًا حيويًا لاستقرار وتقدم المجتمعات، حيث إن الشباب هم المورد البشري الذي سيقود المستقبل. والمطلوب هو ان يقوم الإعلام في تثقيف الشباب وتنمية قدراتهم العلمية والثقافية والتكنولوجية, ونشر ثقافة الدين , وبناء الوعي السياسي والأقتصادي وتعميق الأنتماء للدين والقيم والأخلاق والوطن ومحاربة الفساد والأنحراف والأنحطاط , وتنمية الثقة بالنفس , والأعتزاز بالهوية والمحافظة على القيم الروحية والمعنوية … فهذه هي رسالة الأعلام الأساسية.
أهمية وسائل الاعلام
لم يعد خافياً على أحد في عصرنا هذا ما صارت إليه حال وسائل الإعلام من حداثة وتقدم وفعالية، بعدما أضحت وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والإلكتروني نوافذ متعددة تجاوزت فيه حدودها المحلية والإقليمية، وامتد تأثيرها ليشمل شؤون الفرد والمجتمع، ولعل فئة الشباب أكثر الفئات تأثراً بها، كونهم الفئة الأكثر استخداماً لها وتأثراً بها، فأصبح الإعلام أحد أهم الأدوات الفاعلة في بناء قناعات الشباب، وتوجهاتهم، ومعتقداتهم، ونقل آرائهم، وانطباعاتهم عما يدور حولهم من أحداث وفعاليات ووقائع.
إن التعرض لأشكال مختلفة من وسائل الإعلام، بما في ذلك التلفزيون والأفلام والموسيقى ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون له تأثير عميق على تطور الهوية والقيم والمعتقدات.
دور الاعلام في تنمية رأي الشباب
أجهزة الأعلام المرئية والسمعية والمقروءة في عصرنا تؤثر في صناعة الرأي العام وخاصة الشبابي, ورسم الانماط السلوكية لهم وذلك بفعل التطور المذهل والسريع في أجهزة الإعلام ووسائل الإتصال المختلفة , والذي مكن الإعلام من امتلاك إمكانيات وقدرات عالية التأثير لم يكن يمتلكها قبل مدة غير طويلة من الزمن , مما أعطى للإعلام سلطة وقدرة لا يمكن لأحد تجاهلها . وأكبر شريحة تتأثر بالأعلام ووسائل الأتصال الحديثة وهي شريحة الأطفال والشباب والمراهقين ولذلك ليس من المستغرب أن نجد أن غالبية البرامج الإعلامية موجهة إلى الأطفال والمراهقين والشباب , لأن هذه الشرائح العمرية تتأثر بسرعة , والإعلام الحديث من أقوى الوسائل المؤثرة في الشباب , حيث الخراج الجذاب , وثقافة الصورة المؤثرة , ووسائل الإغراء القوية.
كما ونجد أن غالبية وسائل الإعلام العربية والإسلامية من قنوات فضائية وأرضية وإذاعات وصحف ومجلات يغلب على برامجها ورسالتها الإعلامية النحدار والهبوط سواء في المضمون والمحتوى , أو في الأدوات ووسائل العرض , مما أدى إلى التأثير السلبي في ثقافة الأجيال المعاصرة , ونفور غالبية الناس – وخصوصا جيل الشباب – عن الإقبال على الإعلام العربي والإسلامي والتوجه إلى الإعلام الغربي والتأثر به !
دور الإعلام في التأثير على الشباب
١- تشكيل الهوية والقيم: يمثل الإعلام مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والترفيه، مما يسهم في تشكيل هويات الشباب وقيمهم، من خلال البرامج التلفزيونية، والمحتوى الرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي، يتعرض الشباب لمجموعة متنوعة من الأفكار والآراء التي تؤثر على طريقة تفكيرهم، يمكن أن يسهم هذا في تعزيز القيم الإيجابية مثل التسامح والتعاون، أو العكس من خلال تعزيز القيم السلبية مثل التمييز والعنف.
٢-التأثير على الاتجاهات والسلوكيات: تؤثر وسائل الإعلام بشكل كبير على سلوكيات الشباب، سواء في مجالات مثل الموضة، أو العادات الغذائية، أو حتى العلاقات الاجتماعية، تمثل الحملات الإعلانية والمحتوى الترويجي جزءًا كبيرًا من هذا التأثير، حيث يمكن أن تدفع الشباب إلى تبني أنماط حياة معينة، على سبيل المثال يمكن أن تؤدي الإعلانات إلى تعزيز فكرة الجمال المثالي أو النجاح المهني، مما يؤثر على طموحات الشباب ورؤيتهم للذات.
٣- الانتشار السريع للأفكار: مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الأفكار تنتشر بسرعة أكبر من أي وقت مضى. يمكن للشباب اليوم مشاركة آرائهم والتفاعل مع المحتوى العالمي، مما يعزز من قدرة الإعلام على تشكيل النقاشات العامة، هذه الظاهرة يمكن أن تكون إيجابية من خلال رفع الوعي حول قضايا معينة، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
٤-الوعي الاجتماعي والسياسي: يلعب الإعلام دورًا هامًا في توعية الشباب بالقضايا الاجتماعية والسياسية. من خلال البرامج الإخبارية، والمقالات، والنقاشات العامة، يمكن للشباب أن يتعرفوا على حقوقهم وواجباتهم، مما يعزز من مشاركتهم في الحياة المدنية، وهذا بدوره يسهم في تشكيل مجتمع أكثر وعيًا وفعالية.
٥- التحديات والمخاطر: رغم الفوائد العديدة، يواجه الشباب تحديات كبيرة بسبب تأثير الإعلام، فقد يؤدي التعرض المفرط للمحتوى السلبي إلى مشاكل نفسية، مثل القلق والاكتئاب، كما أن التعرض لمعايير غير واقعية للجمال أو النجاح يمكن أن يؤدي إلى تدني تقدير الذات، لذا من الضروري تعزيز ثقافة الوعي الإعلامي بين الشباب لمساعدتهم على تقييم المعلومات بشكل نقدي.
الشباب ووسائل الاعلام في البلدان النامية
يمثل الشباب في البلدان النامية أسرع شرائح سكان العالم نمواً، كما يشكل الشباب تحت سن الخامسة والعشرين أكثر من نصف سكان البلدان النامية البالغ عددهم خمسة بلايين نسمة، ومن ثمّ، فإن الشباب لا يمثلون المستقبل فحسب، بل هم الحاضر أيضاً، ونتيجة للعولمة والتقدم التكنولوجي، ازداد التواصل فيما بين شباب اليوم كثيراً عن ذي قبل، وأصبح صوتهم مؤثراً على نحو أكبر، فهم يشكلون مصدراً لم يستغل بعد لتحقيق التنمية والتغيير والتقدم.
اهتمام مؤسسة الركيزة بتنمية الشباب في المجتمع
اهتممنا في المؤسسة بتنمية الشباب عبر مجموعة من البرامج والمشاريع:
- مخيم الركائز: تشجيع المواهب والهوايات المختلفة لدى جيل الشباب لملء الفراغ، وتوجيههم التوجيه الملائم والسليم عبر رحلة ترفيهيه وتثقيفية.
- برنامج واعد: اعداد وتدريب مجموعة من الشباب على مهنة أو حرفة محددة توافق ميولهم ومتطلبات سوق العمل في ورش عمل تدريبية متخصصة ومجهزة بكل المواد والمعدات الالزمة، تراعى فيها شروط السالمة.
- برنامج اثراء: إعداد وتدريب مجموعة من الشباب المهتمين في مجال إلعالم الهادف والخدمات الرقمية بشكل مهني يواكب التطورات المتسارعة في اإلعالم والصحافة ووسائل التواصل الجتماعي المختلفة، وتمكينهم من إيجاد فرص عمل من خالل عرض أعمالهم للبيع في منصة رقمية متخصصة في ذلك
ختاماً يمثل الإعلام قوة مؤثرة في حياة الشباب، تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة للتغيير الإيجابي والتطوير، ومع ذلك من الضروري أن يتم توجيه هذا التأثير بشكل يضمن تعزيز القيم الإيجابية وتحفيز الوعي الاجتماعي، من خلال تعليم الشباب كيفية استخدام الإعلام بشكل مسؤول ونقدي، ومعرفة واجباتهم وكيفية استغلال اوقات الفراغ وتذكيرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم(اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ)، يمكن خلق جيل قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.
اقرأ ايضاً :النظرة إلى مفهوم الزواج وأهميته.. كيف تغيرت؟