الصحة النفسية وعلاقتها بالسعادة الصحة النفسية تشير الى حالة الشخص العاطفية والعقلية والاجتماعية وهي تشمل القدرة على التعامل مع التوتر والعلاقات مع الاخرين واتخاذ القرارات والشعور بالراحة النفسية.
الصحة النفسية الجيدة تعني ان يكون الفرد قادرا على التفكير بايجابية والتمتع بحالة من التوازن النفسي، والتكيف مع المواقف الصعبة في الحياة.
تُعرَّف الصحة النفسية ايضاً بأنها حالة الشعور الجيد من الناحية العقلية والجسدية والاجتماعية، لا تقل أهمية صحتنا النفسية والعقلية عن صحتنا الجسدية ويجب النظر إلى السلامة بشكل متكامل.
العوامل المؤثرة على الصحة النفسية
١- العوامل البيولوجية: يعتبر عدم التوازن الكيميائي في الدماغ ومستويات بعض الهرمونات التي تتحكم بالمشاعر والمزاج عاملاً مساعداً في التأثير على صحتنا وسلوكنا.
٢- العوامل الاجتماعية: الفقر أو تدني الوضع الاجتماعي، العزلة، العيش في بيئة ملوثة أو عدائية، البيئة الأسرية او العملية غير الداعمة.
٣- العوامل النفسية: يبدو بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بحالات نفسية فمثلاً، الشخص الذي يقلق كثيراً، أو ثقته بنفسه ضعيفة أو ينتقد ذاته، أو يتبع نهجاً سلبياً في الحياة يكون أكثر عرضة من غيره للتأثر. وغالباً ما يكون هذا التعرض في مرحلة مبكرة من التجربة الحياتية.
علاقة الصحة النفسية بالسعادة تتجلى في عدة امور
- التفكير الايجابي: عندما يتمتع الشخص بصحة نفسية جيدة يكون لديه القدرة على التفكير بإيجابية، مما يعزز من مشاعر السعادة، الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق يجدون صعوبة في الشعور بالسعادة، لأن هذه الاضطرابات تؤثر سلبًا على نمط التفكير.
- المرونة النفسية: الصحة النفسية الجيدة تمنح الشخص القدرة على التكيف مع الضغوط والمواقف الصعبة، هذه المرونة تسهم في تحقيق السعادة، لأنها تساعد الفرد على التغلب على التحديات والعودة إلى حالة من الراحة النفسية.
- العلاقات الاجتماعية: الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات اجتماعية صحية وإيجابية، مما يزيد من شعورهم بالسعادة. العلاقات الجيدة تعتبر أحد أهم مصادر السعادة والدعم العاطفي.
- الرضا عن الذات: الصحة النفسية تؤثر على قدرة الشخص على الشعور بالرضا عن نفسه. الشعور بالتقدير الذاتي وقبول النفس يسهم بشكل كبير في تعزيز السعادة، في حين أن ضعف الصحة النفسية يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالدونية وعدم الرضا.
- الأنشطة البدنية والهوايات: الانخراط في أنشطة مفضلة وممارسة الرياضة يمكن أن يحسن من الصحة النفسية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الشعور بالسعادة. النشاط البدني يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
أن الصحة النفسية للفرد قد يكون لها العديد من القيم الممكنة المختلفة حيث شوهدت بشكل عام على أنها سمة إيجابية تمكن للشخص أن يصل لمستويات تعزيزية للصحة النفسية حتى إذا لم يكن للشخص أي حالات تشخيص لصحته النفسية ويسلط تعريف الصحة النفسية الضوء على السعادة العاطفية والقدرة على عيش حياة كاملة وإبداعية وعلى مرونة التعامل مع تحديات الحياة التي لابد منها.
الصحة النفسية وعلاقتها بالسعادة، تعرض العديد من الأنظمة العلاجية وكتب المساعدة الذاتية طرقاً وفلسفات تبني استراتيجيات وأساليب اعتبرت فعالة لزيادة تحسين السعادة النفسية للناس الأصحاء ويبرز علم النفس الإيجابي بشكل متزايد في مجال الصحة النفسية، لذلك تعبتر العناية بالصحة النفسية ضرورية للحفاظ على جودة الحياة العامة.
الإيمان والأمن النفسي
يستمد الأمن النفسي في الإسلام معناه ومضمونه من أساسيات الدين فالايمان بالله واليوم الآخر والحساب والقضاء والقدر والنظر إلى الدنيا على انها زائلة، كل هذه الثوابت التي يؤمن بها الإنسان المسلم تؤدي إلى أمنه النفسي وصقله بالاتزان والطمأنينة وتحرره من الاضطراب والقلق وتقوده إلى راحة البال فلا يرتاب ولايشك فيه مصداقاً لقوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم) «آل عمران 26».
إن ارتباط الأمن النفسي بمجموعة سمات تكون أساساً لمقوماته وبدونها يبقى الفرد يشعر بحالة قلقة، والسمات منها، التوكل على الله والصبر عند الملمات فالصبر يعد رافدا من روافد الأمن النفسي لدى المؤمن فهو حبس النفس عن الجزع، والسخط، والشكوى، والصبر يؤدي بالمؤمن إلى راحة النفس، والتحرر من الخوف، ومجابهة الأمور، وعدم الهرب منها، فالصادق مع نفسه، ومع ربه، ومع الآخرين لا يشعر بالتوتر والقلق بل يحيا حياة آمنة.
ومن القيم التي ترفد الأمن النفسي لدى الفرد حسن الظن بالله، والتفاؤل وإذا ما اعتمد القلب على الله وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولم يتملكه الخيال السيئ ووثق بالله وطمع في فضله اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الاسقام، وحصل للقلب القوة، والانشراح والسرور والغبطة وهو ما نريده.
إنّ الإنسان يضطرب ويختل توازنه واستقراره النفسي عندما يبتعد عن طريق الإيمان، والإيمان الذي نبتغيه هو الذي يعكس التدين الراسخ في الذهن والنفس، والذي يُذهب كلّ ما بداخل نفوسنا من شرّ وحقد وغيرة وحسد وخوف وحزن وقلق بشأن المستقبل، ويُكسبها كلّ الصفات الايمانية كالرضا والقناعة والصبر والتسليم بإرادة الله والتقوى والإحسان، وهذه الصفات ما هي إلّا رد فعل للإيمان الحقيقي، وعلى الإنسان أن يُدرك أنّ حياته تتراوح ما بين سعادة وشقاء، استقرار واضطراب، فرح وحزن. وهذا يعني أنّ الإنسان سيُقابل في مرحلة من مراحل حياته بعض أشكال المعاناة والضغوط التي تتسبب في إحداث الخلل وعدم الاستقرار، ولكن مع الإيمان تقوى قدرة الإنسان على مجابهة متاعب الحياة، فكن مؤمناً تكن صحيحاً نفسياً وسلوكياً وأُسرياً واجتماعياً، فالإيمان تنعكس آثاره الإيجابية على كلّ ميادين الحياة.
الصحة النفسية للأطفال
تعتبر الصحة النفسية للأطفال من أهم العوامل التي تؤثر على حياتهم المستقبلية بشكل كبير، فالأطفال الذين يواجهون صعوبات نفسية قد يعانون من مشاكل في التعلم والتكيف الاجتماعي والنمو العاطفي والجسدي، كما يمكن لهذه المشاكل النفسية أن تؤثر على حياة الأطفال في المستقبل، حيث يصبحون عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية والاضطرابات النفسية.
كيف يمكننا مساعدة الاطفال الايتام؟
- توفير الدعم العاطفي: الاستماع الى مشاعرهم والتعاطف بما يمرون به والسماح لهم بالتحدث بكل حرية.
- تقديم استشارات نفسية: من خلال الاستعانة بأخصائيين مختصين بالتعامل مع الاطفال الذين يعانون من الفق او الصدمات.
- تشجيع الانشطة الاجتماعية: دمجهم في انشطة جماعية تساعدهم على بناء علاقات ايجابية مثل الرياضة والالعاب الجماعية، وتشجيعهم على تكوين صداقات واقامة علاقات صحية مع الاخرين مما يساهم في تعزيز شعورهم بالانتماء.
- تعزيز الثقة بالنفس: مساعدتهم على تحديد اهداف صغيرة وتحقيقها مما يمنحهم شعوراً بالانجاز.
- توفير بيئة آمنة ومستقرة: خلق روتين يومي يمكنهم الاعتماد عليهم حيث يمكن ان يساهم الاستقرار في الحد من القلق.
ويمكن القول إن تحسين الصحة النفسية للكبار والاطفال بالاخص يمكن أن يكون أحد أهم الطرق لزيادة السعادة في الحياة، من خلال تعزيز التفكير الإيجابي، وتنمية المرونة النفسية، وبناء علاقات اجتماعية جيدة، يمكن تحقيق حالة من الرضا والسعادة المستدامة.
إقرأ ايضاً : كيف تحسنون من صحتكم النفسية