التعليم في العراق يتمتع بتاريخ طويل يعود الى الحضارات القديمة مثل السومرية، البابلية، منذ القرن العشرين شهد التعليم تطورات ملحوظة لكنه تعرض ايضاً لتحديات كبيرة بسبب الحروب والصراعات.
يعد التعليم في العراق من المجالات الحيوية التي تواجه تحديات عديدة، مما يؤثر على جودة التعليم وفعاليته، حيث تواجه العملية التعليمية في العراق صعوبات تتعلق بالبنية التحتية، والتمويل، والعوامل الاجتماعية، والسياسية، مما يؤدي إلى عرقلة تقدمها وتطويرها.
الصعوبات الرئيسية التي تؤثر على التعليم في العراق
1. البنية التحتية الضعيفة
تعاني العديد من المدارس في العراق من نقص في البنية التحتية الأساسية، حيث توجد مدارس تفتقر إلى الفصول الدراسية الملائمة والمرافق الصحية المناسبة، كما أن هناك نقصًا في التجهيزات المدرسية مثل الأثاث والوسائل التعليمية، مما يجعل بيئة التعلم غير ملائمة للطلاب والمعلمين.
2. التحديات الأمنية
تواجه بعض المناطق في العراق مشاكل أمنية تؤثر على القدرة على توفير بيئة تعليمية آمنة، النزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي في بعض المناطق تجعل الذهاب إلى المدرسة محفوفًا بالمخاطر، مما يدفع بعض الأسر إلى منع أطفالها من الحضور حفاظًا على سلامتهم.
3. نقص التمويل
يعاني قطاع التعليم في العراق من قلة التمويل المخصص لبناء المدارس وتطوير المناهج وتدريب المعلمين، نقص التمويل يؤدي أيضًا إلى انخفاض رواتب المعلمين وعدم توفر برامج تدريبية مناسبة لهم، مما يؤثر على جودة التعليم المقدم.
4. التحديات الاجتماعية والاقتصادية
• تعاني العديد من الأسر العراقية من الفقر، مما يضطر الأطفال في بعض الأحيان إلى العمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة للمساعدة في دعم أسرهم. كما أن بعض العادات والتقاليد في بعض المناطق قد تمنع الفتيات من مواصلة تعليمهن، مما يزيد من نسب التسرب المدرسي بين الفتيات.
5. المناهج القديمة وعدم تحديثها
المناهج الدراسية في العراق تعاني من قدمها وعدم توافقها مع التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة، تفتقر المناهج الحالية إلى عناصر التعليم الإبداعي والتفكير النقدي، مما يؤثر على إعداد الطلاب لسوق العمل ومتطلبات العصر الحديث.
6. التسرب المدرسي
يعد التسرب من المدرسة من أبرز المشكلات التي تواجه التعليم في العراق، هناك عوامل متعددة تساهم في هذه الظاهرة، بما في ذلك الفقر، والعوامل الثقافية، وسوء البنية التحتية، والأوضاع الأمنية، ونقص الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب.
7. نقص الكوادر التعليمية المدربة
يعاني قطاع التعليم من نقص في المعلمين المؤهلين والمدربين بشكل جيد، غالبًا ما يعتمد النظام التعليمي على معلمين غير مدربين بشكل كافٍ، مما يؤثر على جودة التعليم ومستوى الفهم لدى الطلاب.
أجرينا لقاءاً مع الاستاذ مصطفى السامرائي ليتحدث لنا بصورة أدق عن موضوع التعليم في العراق، وهو موضوع مهم يمس حياة الكثير من الطلاب وأولياء الأمور، وهو صعوبات التعلم بداية، هل يمكنك أن توضح لنا ما هي صعوبات التعلم؟
مصطفى السامرائي: بالطبع، صعوبات التعلم هي اضطرابات تؤثر على قدرة الفرد على اكتساب واستخدام المهارات الأكاديمية مثل القراءة، الكتابة، والرياضيات، وهذه الصعوبات تكون ناجمة عن اختلافات في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات، وليست نتيجة لأي نقص في الذكاء أو الجهد المبذول.
المحاور: هذا توضيح مهم، هل يمكن أن تخبرنا ما هي الأنواع المختلفة لصعوبات التعلم؟
مصطفى السامرائي: نعم، هناك عدة أنواع. على سبيل المثال:
- عسر القراءة: حيث يواجه الفرد صعوبة في القراءة بسبب مشاكل في التعرف على الكلمات وفهم النص.
- عسر الكتابة: هنا يواجه الفرد صعوبة في الكتابة، سواءً في تنظيم الأفكار أو في الكتابة اليدوية نفسها.
- عسر الحساب: تتمثل في صعوبة فهم الأرقام وإجراء العمليات الحسابية.
المحاور: وما هي العلامات التي قد تشير إلى أن الطفل يعاني من صعوبات التعلم؟
الخبير: يمكن للوالدين والمعلمين ملاحظة بعض العلامات مثل التأخر في اكتساب مهارات القراءة أو الكتابة، صعوبة في اتباع التعليمات، ضعف الذاكرة قصيرة المدى، أو حتى إحباط متكرر عند مواجهة المهام الأكاديمية. من المهم ملاحظة أن هذه العلامات تختلف من طفل لآخر.
المحاور: في ظل وجود هذه التحديات، كيف يمكن للمدرسة وأولياء الأمور دعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم؟
مصطفى السامرائي: الدعم يبدأ بالتشخيص المبكر. بعد ذلك، يجب توفير خطط تعليمية فردية تلبي احتياجات الطفل، مثل تعديل الطريقة التي يتم بها تقديم المعلومات أو إعطاء وقت إضافي للامتحانات، من المهم أيضًا أن يكون هناك تعاون مستمر بين المدرسة والوالدين لضمان تقديم الدعم المناسب للطفل.
المحاور: هل توجد علاجات أو أساليب محددة تساعد هؤلاء الأطفال على التغلب على هذه الصعوبات؟
مصطفى السامرائي: لا يوجد “علاج” بالمعنى التقليدي، لكن هناك العديد من الأساليب والاستراتيجيات التعليمية التي تساعد الأطفال على التعامل مع صعوباتهم، على سبيل المثال، قد تساعد برامج القراءة المخصصة أو استخدام التكنولوجيا التفاعلية. الهدف هو تعليم الطفل كيفية التعلم بطريقة تناسب احتياجاته.
المحاور: شكراً لك على هذا الحديث القيّم. في الختام، هل لديك أي نصائح أخيرة للآباء أو المعلمين؟
مصطفى السامرائي: نعم، أود أن أؤكد على أهمية الصبر والتفهم، الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يحتاجون إلى الدعم والتشجيع بشكل مستمر، من الضروري ألا يشعر الطفل بأنه أقل من أقرانه، بل يجب تعزيز ثقته بنفسه وإشراكه في الأنشطة التي تبرز مهاراته الفريدة.
التوصيات لتحسين التعليم في العراق
1. زيادة التمويل لقطاع التعليم: يجب تخصيص ميزانية كافية لإعادة بناء المدارس وتطوير المناهج وتحسين أوضاع المعلمين.
2. تحسين البنية التحتية: توفير بيئة تعليمية ملائمة، بما في ذلك تجهيز الفصول الدراسية بالمعدات اللازمة وتوفير المرافق الصحية.
3. التصدي لمشكلة التسرب المدرسي: إطلاق برامج لدعم الأسر الفقيرة وتوعية المجتمع بأهمية التعليم، خاصة تعليم الفتيات.
4. تحديث المناهج الدراسية: تطوير المناهج لتشمل التعليم الإبداعي وتكنولوجيا المعلومات والمهارات الحياتية.
5. تدريب وتأهيل المعلمين: توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لتحسين جودة التعليم وتعزيز مهاراتهم.
الجهود المبذولة لتحسين الوضع
على الرغم من التحديات الكبيرة، هناك جهود من قبل الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين الوضع التعليمي، تشمل هذه الجهود إعادة بناء المدارس المدمرة، وتحديث المناهج الدراسية، وتنظيم برامج تدريبية للمعلمين، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة لتشجيع أطفالهم على مواصلة التعليم.
يحتاج التعليم في العراق إلى إصلاح شامل وجهود مستمرة للتغلب على هذه التحديات وضمان حق التعليم لكل طفل، مما سيساهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
حيث قامت مؤسسة الركيزة للإغاثة والتنمية بتأهيل عدة مدارس في بغداد والموصل وإعادة بعض المتسربين الى المدرسة وايضاً تدريب المدرسين والمعلمين والتطوير من كفائتهم التعليمية.
شاهد المشروع كاملاً على قناتنا في اليوتيوب