يُحتفل بشهر التوعية بسرطان الثدي في شهر أكتوبر من كل عام، وهو فرصةٌ لزيادة الوعي حول سرطان الثدي وأهمية الفحص المبكر والوقاية منه، حيث يُعد من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجالات العلاج والكشف المبكر وتراجع أعداد الوفيات الناجمة عنه، إلا أنه لا يزال يُشكَل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، وينبع ذلك في المقام الأول من توجس الكثير من النساء من الكشف عن الإصابة بالمرض والخضوع للعلاج، أو عدم الوعي الكافي لضرورة إجراء الفحص الدوري للكشف المبكر.
الكشف المبكر عن المرض
يُعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي أحد أهم استراتيجيات الوقاية من هذا المرض، حيث يساهم في خفض معدل الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 30%، كما يزيد من فرص الشفاء لأكثر من 95%. تحقيق ذلك يتطلب خططًا شاملة تشمل التوعية المجتمعية والتعليم، وتدريب الكوادر الطبية لتحسين التشخيص المبكر، وهو دور تشرف عليه عادة وزارة الصحة أو المنظمات الصحية المعنية.
إن الفحص الدوري للسرطان يحد من مخاطر المرض بشكل كبير، فكلما تم تشخيص المرض في مراحله المبكرة، ازدادت احتمالات العلاج الناجح. وبالرغم من أن سرطان الثدي لا يمكن الوقاية منه بالكامل، إلا أن اعتماد نمط حياة صحي، مثل الالتزام بنظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، وتجنب السمنة، يساهم في تقليل المخاطر.
أعراض الإصابة بالمرض
- ظهور كتلة او ورم في الثدي.
- تغيير في شكل او حجم الثدي.
- إفرازات غير عادية وربما تحتوي على دم.
- تغير في الجلد مثل الاحمرار او التجمد.
- ألم في الثدي، رغم انه ليس دائماً علامة على السرطان.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي
- العمر: يزداد خطر الاصابة مع التقدم في العمر خاصة بعد سن ٥٠.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النوع من السرطان.
- العادات الصحية: النظام الغذائي غير المتوازن ونقص النشاط البدني.
- التعرض للإشعاع: يؤدي الى احتمالية الاصابة.
- التدخين: التدخين السلبي وتناول الكحول.
العلاج
- الجراحة: ازالة الورم او استئصال الثدي.
- العلاج الكيميائي: استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: إستخدام الإشعاع للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
- العلاج الهرموني: يستخدم في الحالات التي تكون فيها الخلايا حساسة للهرمونات.
- العلاج الموجه: يستهدف خلايا معينة لتعزيز المناعة ومكافحة السرطان.
الواقع في العراق: تحديات صحية وتزايد حالات الإصابة
تعاني العديد من النساء العراقيات من قلق متزايد تجاه هذا المرض، حالات الإصابة بسرطان الثدي في العراق تزايدت بشكل ملحوظ، حيث يحتل المرتبة الأولى بين أنواع السرطان بين النساء بنسبة 36.1% من جميع الحالات السرطانية، حسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية، ويرجع هذا إلى عدة عوامل، منها التلوث البيئي الناتج عن المواد الملوثة في الأنهار والأسلحة المستخدمة خلال الحروب.
وتقول سارة، وهي شابة عراقية فقدت أختها بسبب سرطان الثدي، “أجري الفحص الدوري دائماً وأتابع أي أعراض مقلقة، ولو كان لدينا الوعي الكافي سابقاً لما تأخرنا في اكتشاف حالة أختي”. تعكس كلماتها الحاجة الماسة لزيادة التوعية حول السرطان في المجتمع العراقي، حيث يُعد نقص الوعي الصحي عاملاً رئيسيًا يحد من الكشف المبكر والعلاج.
دور منظمات المجتمع المدني في التوعية ودعم المصابات
تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في نشر الوعي عن سرطان الثدي، من خلال الحملات التوعوية والتشجيع على الفحص الذاتي وإجراء الفحوصات الدورية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والمعلومات للنساء المصابات والمتعافيات ولأسرهن، كما تساهم هذه المنظمات في دعم الأبحاث المتعلقة بعلاج المرض والوقاية منه.
تعمل هذه المنظمات على تنظيم ورش العمل والندوات التثقيفية لزيادة مستوى الحذر والوعي في المجتمع، بما في ذلك التوعية بالأعراض والعلامات المبكرة لسرطان الثدي، مع تسليط الضوء على قصص الشفاء من المرض، وأخرى لم يتم فيها التشخيص المبكر مما أدى إلى تدهور الحالة. كل هذه الجهود تسهم في إنقاذ حياة المزيد من النساء، حيث إن الكشف المبكر يعد العامل الأهم في التغلب على المرض.
الشريط الوردي
في بداية تسعينيات القرن الماضي تم اعتماد شعار “الشريط الوردي” للتعبير عن سرطان الثدي ولذلك فإن بعض المؤسسات تزود أعضاءها بهذا الشعار لاستعماله في هذا الشهر.
إقرأ أيضاً: اليوم العالمي للمرأة