تُعتبر كفالة الايتام من أعظم الأعمال الإنسانية التي دعا إليها الإسلام، وحثّت عليها الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية، فهي ليست مجرد إحسان مادي، بل هي مسؤولية إجتماعية وأخلاقية تهدف إلى توفير بيئة آمنة وحياة كريمة لليتيم، وتعويضه عن فقدان والديه.
مفهوم كفالة اليتيم
كفالة اليتيم تعني توفير الرعاية الشاملة له من حيث المأكل والمشرب والمسكن والتعليم والصحة، إضافةً إلى تلبية احتياجاته العاطفية والنفسية ليعيش حياةً طبيعية خالية من الحرمان، وقد تكون الكفالة داخل الأسرة، حيث يتولى الكافل رعاية اليتيم في بيته، أو من خلال المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تهتم بشؤون الأيتام.
فضل كفالة اليتيم في الإسلام
حثّ الإسلام على كفالة الأيتام وجعل لها ثوابًا عظيمًا، حيث قال النبي ﷺ: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما قليلاً (رواه البخاري). كما وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تبرز أهمية الإحسان إلى اليتيم، ومنها قوله تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” (الضحى: 9).
أهمية كفالة اليتيم في المجتمع
- تحقيق التكافل الاجتماعي: تساعد كفالة اليتيم في سد فجوة الفقدان الذي يشعر به، مما يعزز الترابط الاجتماعي.
- الحد من الفقر والتشرد: توفر الكفالة حياة كريمة للأيتام، مما يقلل من معدلات الفقر والجريمة.
- بناء جيل صالح ومنتج: يحصل اليتيم على التعليم والتنشئة السليمة، مما يجعله فردًا نافعًا في المستقبل.
- تحقيق الأجر والثواب للكافل: ينال الكافل أجورًا عظيمة في الدنيا والآخرة.
كيفية كفالة اليتيم
• الكفالة المادية: من خلال التبرع المالي للجمعيات الخيرية أو توفير الاحتياجات اليومية لليتيم.
• الدعم النفسي والمعنوي: عبر تقديم العطف والحنان لليتيم وزرع الثقة في نفسه.- • الكفالة الشاملة: هي التي تقدمها مؤسسة الركيزة وتشمل الاثنين معاً.
الركيزة وكفالة الايتام
إن مؤسسة الركيزة تقدم نموذجًا شاملاً للكفالة، حيث لا تقتصر على الدعم المادي، بل تهتم أيضًا بالجوانب النفسية والاجتماعية للمستفيدين، تنظيم السفرات الترفيهية يساعد في توفير بيئة تفاعلية تخرجهم من الروتين اليومي، مما يسهم في تحسين حالتهم النفسية وتعزيز الترابط الاجتماعي.

أما الأنشطة التوعوية فهي تلعب دورًا مهمًا في تنمية الوعي والثقافة، سواء في مجالات التعليم، الصحة، أو المهارات الحياتية، وإضافة الألعاب إلى هذه الأنشطة يجعل التعلم أكثر متعة ويساعد على تطوير مهارات التفكير والتعاون لدى المستفيدين.
كفالة الايتام مسؤولية مجتمعية لبناء جيل واعد، وتعتبر من أعظم القيم الإنسانية التي تعزز المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع، وهي مسؤولية يجب أن يتبناها الجميع لضمان حياة كريمة لكل يتيم، فكما أن اليتيم بحاجة إلينا، نحن أيضًا بحاجة إلى بركته ودعواته، فضلًا عن الأجر العظيم الذي وعد الله به كافل اليتيم.
كفالة الايتام في الإسلام
ذكر القرآن الكريم اليتيم في ثلاثة عشر موضعاً، ووعد الله تعالى كافله بأجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، فكفالة اليتيم من صفات الأبرار والمتّقين حيث قال تعالى: ( لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ) [سورة البقرة 177].
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”.
اليتيم هو جزء لا يتجزأ من مجتمعه، له قدرات وإمكانات هائلة يجب تطويرها وتنميتها لخدمة هذا المجتمع بالشكل الصحيح، ويكون ذلك من خلال التنشئة الصحيحة القائمة على ركائز الدين التي أوصى بها ربنا الكريم.