واجه العراق الكثير من الصعوبات والتحديات في نظامه التعليمي بعد أن كان يمتلك نظاما تعليما يعتبر أفضل أنظمة التعليم في المنطقة.
ونتيجة الحروب التي تعرض لها العراق أصبح يفتقر للعديد من المدارس والجامعات والموارد والمعدات التعليمية الحديثة والتمويل المحدود وفقره للبرامج التدريبية للمعلمين والمختبرات خاصة في مناطق الأرياف التي تضررت من الصراعات التي مر بها العراق.
وقد أنتجت الإهمال الكبير للتعليم وتطوير الجامعات والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وهجرة العقول وتحويل أكثر الجامعات مسرحا للصراعات والنزاعات السياسية والحزبية حيث قتل أكثر من ٥٠٠ شخصية علمية وتهجير عدد كبير من أساتذة الجامعة والأكاديميين.
ثم بدأت الجهود الجبارة لتحسين التعليم وتحديث المناهج وتدريب المعلمين وبدأ العلم يأخذ حيزا كبيرا في أغلب مناطق العراق وبدأ بالنهوض من واقع ملئ بالتحديات.
فلعب المجتمع المدني والمنظمات دورا هاما لدعم نظام STEM التعليمي وبعدة مجالات وذلك من خلال الدعوة والتوعية وإقامة ورشات عمل وأنشطة عملية وبرامج تعليمية لتكملة التعليم في الفصول الدراسية.
وبدأ تطوير المعلمين وتدريبهم وبدأت الدراسة الجامعية في العراق تسترد قواها فهي المنبع الرئيسي لاكتساب العلم والمعرفة ولإتاحة الفرصة للدخول بسوق العمل فهو رأس المال الثقافي ومحفز للطاقات الذهنية ومحرك للقدرات والابتكارات للطلاب.
الدراسة الجامعية وعلاقتها بسوق العمل
الدراسة الجامعية في العراق تلعب دورا هاما في تأهيل الطلاب للدخول إلى سوق العمل ومع ذلك، هناك بعض التحديات والعوامل التي يجب مراعاتها عند مناقشة علاقة الدراسة الجامعية بتطوير سوق العمل في العراق
- فيعد تحسين جودة التعليم في الجامعات العراقية أمرا حاسما لتمكين الطلاب من اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للعمل في سوق العمل.
- وينبغي تطوير مناهج التعليم وتحديثها بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل وتطلعاته
- كما يجب أن يتوافق توجه البرامج الأكاديمية والتخصصات المقدمة في الجامعات العراقية مع متطلبات سوق العمل والاحتياجات الحالية والمستقبلية للبلاد.
- وأيضا ينبغي تعزيز التخصصات التكنولوجية والعلوم الهندسية وإدارة الأعمال والصحة والتعليم وغيرها التي تشهد طلبا متزايدا في سوق العمل.
فيحتاج الطلاب إلى فرص تدريب وتطوير مهني لكسب المهارات العملية والخبرة العملية، يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج التدريب المهني والتعاون بين الجامعات والشركات والمؤسسات الأخرى.
يجب تعزيز فرص العمل وتوفير بيئة مشجعة للشباب الخريجين لدخول سوق العمل. يمكن ذلك من خلال تعزيز روابط التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص وتشجيع ودعم للشباب الراغبين في إقامة مشاريعهم الخاصة.
فيتطلب تحسين الدراسة الجامعية لتطوير سوق العمل في العراق جهودا مشتركة من قِبل الحكومة والمؤسسات التعليمية وقطاع الأعمال لضمان أن الخريجين يكتسبون المهارات والمعرفة اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل والمساهمة في تنمية البلاد.
أقرأ ايضاً: تحديات الريف والهجرة إلى المدينة و ظاهرة التمدن المتزايدة
الدراسة الجامعية في العراق
اعتبر الدستور العراقي التعليم أساسا هاما لتقدم المجتمع وحقا مباحا لكافة أفراد المجتمع وتكفلت الدولة بمجانية التعليم من المراحل الابتدائية مرورا بالإعدادية والثانوية وانتهاء بالدراسات العليا،
وتعتني بالتمويل والتخطيط وإدارة المؤسسات التعليمية وقد أعطت اهتماما خاصا للتعليم العالي وللدراسة الجامعية بكافة اختصاصاتها الطبية والهندسية والفنية والادارية والزراعية.
بدأت وزارة التعليم العالي تهتم بتطوير وتحديث البحث العلمي وقطاع التعليم العالي ليحقق أهدافه لبناء جيل مثقف
حيث عززت دور الجامعات والمراكز العلمية والهيئات وحفزت أسس التواصل العلمي والأكاديمي بالداخل والخارج والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة للحصول على المعرفة وتطويرها ونشرها وتطبيقها
وبدأت الوزارة باختيار القيادات العلمية ذات الكفاءة العالية لضبط جودة التعليم العالي وفق معايير يعتمدونها للسير بعجلة التعليم للتطور والابداع.
ووضعت الوزارة للدراسة الجامعية في العراق أهدافا لترتقي بالجامعات والمراكز البحثية والعلمية لتواكب التقدم العلمي الحاصل في العالم
فتناولت استراتيجيات بعدة محاور أساسية مثل
- دراسة المناهج الدراسية من طرق وتقنيات ومحتوى
- وآلية القبول بالجامعات والهيئات
- وعملت على تشجيع التميز والمبدعين في البحوث العلمية
- كذلك عملت على تطوير قدرات الكفاءات الجامعية على جميع الأصعدة.
الدراسة الجامعية كافية للدخول بسوق العمل؟
إن سوق العمل في عالمنا المعاصر يعد مجالا يتصف بالتنافس الشديد والتغيرات السريعة، فربما اختيار الطالب للتخصص الجامعي قد يلعب دورا هاما في تحقيق نجاحا مهنيا ملحوظا واستقرار مادي.
فمعظم المؤسسات والشركات تتطلب تخصصات جامعية معينة سواء كانت فنية أو إدارية أو تقنية ناهيك عن اختصاص الطب والتمريض والهندسة.
والكثير يعتقد أن الدراسة الجامعية كافية للدخول بسوق العمل ولكنها ليست العامل الوحيد الذي يؤهلك للحصول على وظيفة فهناك عدة عوامل تؤثر على قبولك بالوظيفة التي ترغب بها بعد التخرج ومن هذه العوامل:
- المهارات العملية إلى جانب المعرفة النظرية التي تكتسبها من خلال الدراسة الجامعية، فإن امتلاك مهارات عملية قابلة للتطبيق يعزز فرصك في الحصول على وظيفة
- أيضا التدريب المهني والتجارب العملية فقد تكون التدريبات المهنية والتجارب العملية مفتاحا لتعزيز فرصك في الحصول على وظيفة في سوق العمل
- كذلك الشبكة الاجتماعية والعلاقات المهنية والاستعداد لسوق العمل و يجب أن تكون على دراية بمتطلبات سوق العمل في مجالك وأن تعمل على تحسين نفسك وتطوير مهاراتك.
- والاستعداد الشخصي فيجب أن تكون على استعداد لمواجهة تحديات سوق العمل، مثل المنافسة والتغيرات التكنولوجية
ومن الممكن أن يكون للكادر التدريسي والفنيين دور في تأهيل وتدريب الطلبة والعاطلين عن العمل لتلبية حاجات المجتمع والمساهمة بإيجاد فرص عمل للنهوض بسوق العمل بالعراق بعد أن تعرض للحروب المتلاحق التي أدت لتقليل فرص العمل وكثرة البطالة.
أقرأ ايضاً: تداعيات الترهل الوظيفي وضعف الإنتاجية وتداعياته مع الحلول
التخصصات المطلوبة بشدة في سوق العمل
تختلف التخصصات المطلوبة بشدة في سوق العمل بناء على العديد من العوامل، مثل المنطقة الجغرافية والصناعة والتطورات التكنولوجية الحالية ومع ذلك، هناك بعض التخصصات التي عموما تحظى بطلب كبير في سوق العمل
مثل تكنولوجيا المعلومات وعلوم الكمبيوتر وتخصصات الهندسة المطلوبة في عدة مجالات، مثل الهندسة المدنية والهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وهندسة البرمجيات وهندسة البيئة والطاقة المتجددة
وهناك أيضا مجالات الرعاية الصحية تتطلب مجموعة واسعة من التخصصات، مثل الطب والتمريض والصيدلة والعلاج الطبيعي وإدارة الرعاية الصحية وعلوم الحياة وغيرها.
وتخصصات الأعمال والإدارة تشمل إدارة الأعمال، والمحاسبة، والتسويق، والموارد البشرية، وإدارة المشاريع، والاقتصاد، وغيرها.
هذه التخصصات مطلوبة في مختلف الصناعات والشركات، كذلك من التخصصات المطلوبة بشدة في سوق العمل تخصصات التصميم والفنون مطلوبة في مجالات مثل التصميم الجرافيك، وتصميم الويب، والهندسة المعمارية، والتصميم الداخلي، والفنون التطبيقية، والسينما والتلفزيون، والتصوير الفوتوغرافي، وغيرها.
وتخصصات العلوم مثل الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا وعلوم البيئة وعلوم الأغذية والجيولوجيا والفلك وغيرها تحظى بطلب في البحث العلمي والتطوير والصناعات ذات الصلة.
أقرأ ايضاً: الزراعة في العراق … آفاق وتحديات ومستقبل الزراعة
علاقة الدراسة الجامعية بتطوير سوق العمل
تلعب الدراسة الجامعية والاختصاص دورا في تطوير سوق العمل والسير بعجلته نحو القمة والإبداع فمثلا الدراسة الجامعية توفر فرصا للتخصص في مجالات محددة، مما يسمح للطلاب بكسب المعرفة والمهارات اللازمة في تلك المجالات
وهذا يساعدهم في تلبية احتياجات سوق العمل التي تتطلب خبرة وتخصص متقدم، أيضا تطوير المهارات العامة بالإضافة إلى أن الدراسة الجامعية توفر فرصة لتنمية مجموعة متنوعة من المهارات العامة
تشمل هذه المهارات القدرة على التفكير التحليلي وحل المشكلات والاتصال الفعال والعمل الجماعي والقيادة، والتي تعتبر أساسية في سوق العمل.
كذلك الدراسة الجامعية تشجع على التعلم المستمر واكتساب المعرفة الحديثة والمهارات المتطورة لطلاب الجامعة فيتعاملون مع أحدث التطورات في مجالاتهم ويتعلمون كيفية التكيف مع التغيرات التكنولوجية والابتكارات الجديدة وهذا يمكنهم من تلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة والمتطلبات الجديدة.
وتشجع الجامعات عادة على المشاركة في الأنشطة الطلابية المختلفة مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفرق الرياضية والفرق الثقافية فهذه الأنشطة توفر فرصا لتعلم المهارات القيادية والعمل الجماعي والاتصال الفعال وحل المشكلات
وللمشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية دور في تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل والقيادة وحل المشكلات فيمكن للطلاب الانضمام إلى منظمات التطوع في الجامعة أو المشاركة في مشاريع تطوعية في المجتمع المحلي.
أيضا الدروس في الجامعة غالبا ما تتضمن فرصا للقيام بعروض تقديمية والمشاركة في مناقشات وهذه الفرص تساعد الطلاب على تحسين مهارات الاتصال العامة والتواصل الفعال والثقة بالنفس وأيضا الأبحاث والمشاريع.
وهناك مؤسسات وشركات عملت على تشجيع الدراسة الجامعية وجعلتها تؤثر بتطوير سوق العمل ومنها مؤسسة ركيزة.
أقرأ ايضاً: القطاع الخاص وأثره في مكافحة البطالة وجذب المستثمرين
انجازات مؤسسة ركيزة في الدراسة الجامعية وعلاقتها بسوق العمل
تقوم مؤسسة ركيزة بالنهوض بالمجتمع من واقعة المليء بالصعوبات والتحديات إلى مجتمع متحضر ناجع ومبدع.
فقد عملت على دعم النظام التعليمي والدعوة والتوعية وتحسين الموارد والبنية التحتية لضمان تقدم العلم بالجودة المطلوبة
ولعبت دورا حاسما في تعزيز التدريب وتطوير المعلمين ليبقوا على اطلاع بأحدث منهجيات التدريس والتقدم التكنولوجي. وقدمت أيضا مؤسسة ركيزة برامج تدريب المعلمين والتطوير المهني، من خلال تزويد المعلمين بالمهارات والمعرفة اللازمة، فتعزز هذه البرامج من جودة التعليم وتلهم المعلمين لأساليب تدريس مبتكرة.
أيضا كان لها دورا فاعلا في نشاط الطلاب من خلال تنظيم فعاليات تشجيعية، وذلك من خلال تنظيم المعارض العلمية ومسابقات الروبوت وورش البرمجة، مما يوفر بيئات تعلم تفاعلية وممتعة وتعمل أيضا على مساعدة الطلاب في تجاوز تحديات ايجاد فرص العمل للخرجين.
ولمؤسسة ركيزة دور هام في توجيه الطلاب وتقديم المواد الدراسية بطرق تساعد على تطوير مهاراتهم ومعرفتهم الأكاديمية للدخول بسوق العمل وتطويره
وتقوم بعمل ورشات تعريفية بالاختصاصات الجامعية لتعرف الطلاب على صعوبات ومزايا الفرص المتاحة أمام كل تخصص مما يساعد الطالب على اختيار تخصصه حسب قدراته وإمكانيته ومهاراته الإبداعية وتشجيعه على البحث العلمي والابتكار من خلال اختصاصه الذي اختاره.
الدراسة الجامعية وسوق العمل الخارجي
الدراسة الجامعية تلعب دورا هاما في تأهيل الطلاب للانضمام إلى سوق العمل الخارجي، فالدراسة الجامعية تتيح للطلاب فرصة اكتساب المعرفة والمهارات الأساسية في مجالاتهم التخصصية.
يتعلم الطلاب المفاهيم والنظريات والممارسات الحالية في مجالاتهم، ويكتسبون المهارات العملية اللازمة لتطبيق هذه المعرفة في سوق العمل، أيضا الخبرة العملية فالعديد من الجامعات توفر فرصا للطلاب للحصول على خبرة عملية من خلال برامج التدريب المهني أو الدورات الميدانية أو التدريب على الوظيفة
والكثير من الجامعات تسعى لتعزيز روابطها بسوق العمل الخارجي من خلال إقامة شراكات مع الشركات والمؤسسات وتوفير فرص التدريب والتوظيف للطلاب.
قد يتم تنظيم معارض وفعاليات التوظيف حيث يلتقي الطلاب بأصحاب العمل المحتملين ويتاح لهم فرص للتعرف على متطلبات سوق العمل وبناء شبكات اتصال قوية.
كذلك المنح الدراسية للخارج تعطي أهمية كبيرة لسوق العمل، حيث تساعد الطلاب في تنمية مهاراتهم ومعرفتهم وبناء شبكات اتصال قوية، وتعزز فرصهم في الحصول على فرص عمل عالمية.
أقرأ ايضاً: الواقع الدراسي في العراق للمدارس الحكومية و الخاصة
تحديات إيجاد فرص العمل للخريجين
هناك عدة تحديات قد يواجها الخريجون عند البحث عن فرص عمل مثل نقص الخبرة فقد يكون لدى الخريجين قلة الخبرة العملية في مجالهم التخصصي، وهذا يمكن أن يكون عائقا عند التقدم لوظائف تتطلب تجربة سابقة، أو ربما المنافسة الشديدة التي يعاني الخريجون منها و قد يكون هناك عدد محدود من الفرص الوظيفية مقابل عدد كبير من الخريجين الذين يبحثون عن العمل.
وقد يكون لدى الخريجين شبكة اجتماعية محدودة في بداية مسيرتهم المهنية، وهذا يعني أنهم قد يفتقرون إلى الاستفادة من الاتصالات والفرص التي يمكن أن تأتي من خلال الشبكة الاجتماعية.
ومن الممكن أن تتغير متطلبات سوق العمل بسرعة، وقد يجد الخريجون صعوبة في مواكبة هذه التغيرات.
ولكن عند مواجهة هذه التحديات، يجب على الخريجين أن يظلوا متحمسين وملتزمين بعملية البحث عن فرص العمل وننصحهم أيضا بتحسين مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وتطوير سيرتهم الذاتية ومهارات الاتصال، والاستعانة بمصادر المعلومات والموارد المختلفة
مثل مراكز التوظيف والمواقع الإلكترونية المتخصصة في الوظائف، والتطوع في المشاريع ذات الصلة بتخصصهم، والبحث عن فرص التدريب أو الدورات التعليمية التي يمكن أن تعزز مهاراتهم وتزيد من جاهزيتهم للعمل.