الزواج المبكر ظاهرة اجتماعية تثير جدلاً واسعًا في المجتمعات المختلفة، حيث يتم تزويج الفتيات أو الفتيان في سن صغيرة، غالبًا قبل إكمال تعليمهم أو استعدادهم لتحمل المسؤوليات الحياتية، وعلى الرغم من أن بعض الثقافات ترى في الزواج المبكر تقليدًا مقبولًا أو حلاً لمشكلات اجتماعية واقتصادية، إلا أن هناك آثارًا سلبية متعددة لهذه الظاهرة على الأفراد والمجتمع ككل.
أسباب الزواج المبكر
تتنوع أسباب الزواج المبكر بين عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية:
- الفقر: يعود السبب الرئيسي وخاصةً للفتيات إلى قلة الوعي أو الفقر الشديد، وعدم مقدرة الأهل الإنفاق على الفتاة، فيلجؤون إلى الزواج بهدف تخفيف الأعباء عنهم، ولكنّهم لا يعلمون أنّهم يتسبّبون بهذه الطريقة في إنتاج ضحايا جدد، يُعانون من الجوع والفقر ومشكلة الزواج المبكر.
- التقاليد: في العديد من الثقافات، يُنظر إلى الزواج المبكر كجزء من الهوية الثقافية، ويتم تشجيع الآباء على تزويج بناتهم مبكرًا.
- قلة الوعي: غياب التثقيف حول أهمية التعليم وماذا ينتج عن هذا الزواج العديد من الآثار الاجتماعية الخطيرة ومنها الطلاق في سن مبكرة، وتفشي ظاهرة العنف الأسري بسبب قلة الوعي، وتدنّي مستوى التعليم بسبب الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة سواءٌ أكنّا فتيات أم شُبانًا، إلى جانب انتشار الفقر الذي يكون السبب فيه الوضع الاقتصادي السيئ وزيادة المسؤوليات.
- الخوف من العنوسة: في بعض المجتمعات، يُعتبر تأخير الزواج مصدر قلق للعائلات، مما يدفعهم للإسراع في تزويج أبنائهم.
آثار الزواج المبكر
- الصحية: الزواج في سن صغيرة يعرض الفتيات لخطر الحمل المبكر، مما يزيد من احتمالية تعرضهن لمضاعفات صحية خطيرة كما تكون عرضة للامراض النفسية والاكتئاب.
- التعليمية: يؤدي إلى انقطاع الفتيات عن الدراسة، مما يحرمهن من فرص تطوير حياتهن وتحقيق طموحاتهن.
- النفسية: قد يؤدي إلى ضغوط نفسية بسبب عدم الاستعداد لتحمل المسؤوليات الزوجية والأسرية.
- الاجتماعية: هذه الظاهرة تُكرس لدائرة الفقر والجهل، مما يضعف تطور المجتمع على المدى البعيد.
سبل الحد من الزواج المبكر
- التوعية المجتمعية: نشر الوعي حول أضرار الزواج المبكر من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية.
- تمكين الفتيات: تشجيع الفتيات على إكمال تعليمهن وتزويدهن بالمهارات التي تساعدهن على الاعتماد على أنفسهن.
- القوانين والتشريعات: فرض قوانين صارمة تحدد السن القانونية للزواج ومراقبة تطبيقها.
- التعاون بين المؤسسات: تعزيز الشراكات بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية لمكافحة هذا الزواج من خلال مبادرات وبرامج دعم.
آخر ما يُشار إليه، أنّه ينبغي على كل دولة سنّ قوانين محدّدة ويُعاقب عليها القانون في حال تمّ تزويج الفتيات في سنِّ صغيرة، كما ينبغي القيام بحلقات توعية؛ حيثُ يتم من خلالها زيارة المدارس والتجمعات النسوية، وأماكن تواجد النساء، والعمل على زيارة الناس في منازلها لنشر أكبر قَدْر من التوعية.
فهو قضية تحتاج إلى جهود جماعية للتصدي لها، حيث أن آثارها السلبية تتجاوز الفرد لتؤثر على المجتمع بأسره من خلال التوعية والتمكين وتفعيل القوانين، يمكننا الحد من هذه الظاهرة وخلق بيئة توفر للأفراد فرصة لتحقيق إمكاناتهم وبناء مستقبل أفضل.
تسعى مؤسسة الركيزة جاهدة في برامجها الدائمية للايتام المكفولين وذويهم الى توضيح خطورة هذه الامور وبيان سلبياتها من خلال استضافة مختصين٫ من آجل رفع مستوى التفكير لدى المجتمعات البدائية التي مازالت متمسكة بتقاليدها٬ وما يؤثر سلباً على حياة ابنائهم.