يُعد التعليم من أهم الأدوات التي تمتلكها المجتمعات لتحقيق التغيير الإيجابي والتنمية الشاملة، ومع اعتماد الأمم المتحدة لأجندة أهداف التنمية المستدامة 2030، والتي تشمل 17 هدفاً عالمياً، أصبح التعليم يحتل مركزًا محوريًا ليس فقط كهدف مستقل (الهدف الرابع) بل أيضًا كوسيلة فعالة لتحقيق بقية الأهداف المرتبطة بالصحة، المساواة، البيئة، النمو الاقتصادي، والسلام.
التعليم كحق أساسي وإنساني
التعليم ليس رفاهية، بل هو حق من حقوق الإنسان يكفله القانون الدولي، من خلال ضمان وصول الجميع إلى تعليم جيد وشامل، يتم تمكين الأفراد من الفهم، التحليل، واتخاذ القرارات التي تسهم في تنمية مجتمعاتهم بطريقة مستدامة.
التعليم وتمكين الفئات المهمشة
من أبرز أدوار التعليم في التنمية المستدامة أنه يُساهم في تمكين المرأة، وتقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، فالفتيات اللاتي يحصلن على تعليم جيد أكثر قدرة على اتخاذ قرارات صحية، والعمل، والمشاركة في الحياة العامة، كما أن تعليم الأطفال في المناطق الريفية أو في البيئات الفقيرة يعزز من قدرتهم على كسر دائرة الفقر وتحسين جودة حياتهم.
التعليم والاقتصاد المستدام
التعليم الجيد يُنتج قوى عاملة ماهرة ومبدعة، قادرة على التعامل مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، التعليم المهني والتعليم العالي، خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا، البيئة، والطاقة المتجددة، يُعدّان أساسًا لبناء اقتصاد أخضر قائم على المعرفة والاستدامة.
التعليم والبيئة
بفضل التعليم، يمكن للأفراد فهم التحديات البيئية مثل التغير المناخي، تلوث المياه، فقدان التنوع البيولوجي، وتبني سلوكيات أكثر استدامة في حياتهم اليومية، التعليم البيئي في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى حملات التوعية المجتمعية، يساعد على بناء ثقافة بيئية تحترم الكوكب وتعمل على حمايته.
التعليم والسلام والمواطنة العالمية
التعليم يعزز من قيم التسامح والتعايش وحقوق الانسان، عندما يُربّى الأطفال على التفكير النقدي، قبول الآخر، وفهم الثقافات المختلفة، يصبحون مواطنين عالميين يسهمون في بناء مجتمعات آمنة وسلمية، وهو ما يصب في صميم أهداف التنمية المستدامة.
التحديات التي تواجه التعليم في تحقيق التنمية
رغم أهمية التعليم، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تعرقل دوره في التنمية المستدامة، مثل:
- ضعف التمويل المخصص لقطاع التعليم.
- التفاوت الكبير في جودة التعليم بين الدول والمناطق.
- النزاعات والحروب التي تؤدي إلى حرمان ملايين الأطفال من التعليم.
- نقص المعلمين المؤهلين والموارد التعليمية المناسبة.
التعليم ليس فقط هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، بل هو المفتاح لتحقيقها جميعًا، الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل البشرية، وفي بناء عالم أكثر عدالة واستدامة، من هنا ينبغي على الحكومات، المؤسسات، والمجتمع المدني العمل معًا لضمان حصول كل إنسان على تعليم جيد، منصف، وشامل مدى الحياة.
مؤسسة الركيزة نموذج في خدمة المجتمع ودعم التعليم
تلعب مؤسسة الركيزة دورًا بارزًا في دعم الفئات المحتاجة وتعزيز التنمية المجتمعية، خاصة في مجال التعليم، فقد قدمت المؤسسة مساعدات إنسانية مباشرة للأسر الفقيرة، وساهمت في تحسين بيئة التعليم من خلال ترميم وبناء المدارس في المناطق النائية والمحرومة، كما نفّذت المؤسسة عدة مشاريع تنموية تهدف إلى تمكين المجتمعات المحلية، أبرزها مبادرات لتوفير المستلزمات الدراسية، وتطوير البنية التحتية التعليمية، إضافة إلى دعم المعلمين وتدريبهم، هذا العمل الإنساني المستمر يعكس التزام المؤسسة بتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.